المغربية المستقلة: متابعة ح. أ
أدانت غرفة الجنايات بالمحكمة الإبتدائية بطنجة أمس الأربعاء، شابين من نواحي تزنيت بــ10 سنوات سجنا نافذا لكل واحد منهما، بعد متابعتهما بتهمة تكوين عصابة متخصصة في الهجرة الغير الشرعية نحو الديار الأوروبية.
من هما “محمد” و “إبراهيم”؟
“محمد” و ” إبراهيم” شابين في مقتبل العمر لا يتجاوزان 26 سنة، ينحدران من جماعة “آيت الرخاء” نواحي مدينة تزنيت بجهة سوس ماسة، الأول “حلاق” والثاني “مياوم”، قصتهما لا تختلف كثيرا عن قصص الكثيرين من الشباب الذين إختاروا ركوب صهوة المغامرة نحو فردوس الحلم الأوروبي، طمعا في ضمان مستقبل آمن ينقذهم من كابوس البطالة الذي آرقهم لسنين طويلة وهم بين أحضان بلدهم الأم.
ما هي قصتهما؟
تفاصيل قصة الشابين “محمد” و “إبراهيم” كما جاءت على لسان أقاربيهما، تعود إلى شهر نونبر المنصرم، حينما قاما بمحاولة فاشلة للعبور نحو الضفة الأخرى، على متن “زودياك” من الحجم الصغير، عملا على إقتنائه تضامنا رفقة شاب آخر قضى غرقا عقب حادث إنقلاب على بعد كليومتر واحد على الإنطلاق، قبل أن تحكم العدالة الإلهية بنجاة الشابين بأعجوبة، بعد صراع دام لساعات طويلة مع أمواج قوية، حالت دون خروجهما نحو بر الأمان بسهولة.
تبليغ وإعتقال وإتهام
لم يكن يعلم “محمد” و “إبراهيم” أنهما سيتحولان من ناجين إلى معتقلين ثم متهمين، عندما قصدا أقرب مركز أمني بطنجة للتلبيغ عن فقدان زميلهما غرقا أثناء محاولة هجرتهم الفاشلة، وبتهم جنائية ثقيلة، ربما لم يسبق ان حوكم بها سوى كبار بارونات العصابات المتخصصة بالتهجير.
10 سنوات سجنا نافذا
بعد ازيد من شهرين ونصف على الإعتقال الإحتياطي، وبتهمة ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة متخصصة في الهجرة الغير الشرعية، أصدرت زوال أمس الاربعاء غرفة الجنايات بإبتدائية طنجة حكما بسجن “محمد” و “إبراهيم” 10 سنوات نافذة.
صدمة الأهل والأقارب
“لم نكن ننتظر بالمرة إصدار حكم قاس كهذا على أبنائنا، هم بريئون من التهمة الموجهة إليهم، لاعلاقة لهم بمجال التهريب لا من قريب ولا من بعيد، يجب إعادة النظر في حكمهم وإطلاق سراحهم” هكذا علق بصدمة كبيرة أهل وأقارب “محمد” و”إبراهيم” على الحكم معتبرينه حكما قاسيا على فلذات أكباذهم الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في المغرب حسب تعبيرهم.مطالبين في نفس الوقت بإعادة النظر في الحكم الجائر الذي صدر في حقهم، وفق إضافاتهم.