المغربية المستقلة : بقلم مصطفى حناوي

إلى وقت قريب من زماننا السياسي المغربي وقبل المصالحة والإنصاف وإنهاء ملف سنوات الرصاص ومرورا بتجربة ماسمي ( بالتناوب التوافقي ) كان للعمل السياسي والحزبي طعم برائحة الأيديولوجيا والمذهبيات . . . . ، حسب المرجعيات المختلفة من أحزاب إشتراكية ، وأحزاب ليبيرالية و أحزاب إسلاموية و و غير ذلك من التلوينات والتوصيفات بيمينييها ويسارييها ووسطييها ، نعم كان للسياسة شأن كبير في البلاد آنذاك وكان الساسة الحزبويون سواءا بقياداتهم وقواعدهم يمارسون العمل السياسي الحزبي بمستوى فكري راقي تتخلله المباذئ والمواقف كل حزب يدافع على مواقفه من خلال مايتبناه كمرجعية مذهبية الخ ، ولكن المفارقة اليوم تختلف تماما عن الماضي السياسي القريب لما كان النقاش الدائر حول الفكر تتبناه الأحزاب كخيار لإتبات ذاتها وذلك بإقناع الجماهير الشعبية بأطروحاتها وبرامجها وأدبياتها السياسية وكذا مقرراتها التنظيمية ، نعم كان المناضلون يناقشون داخل أحزابهم ، وتجمعاتهم ، وصالوناتهم ، وكانوا يستغلون مجموعة من القنوات لتمرير ألوانهم ، والملاحظ الآن وفي زمن وسائل التواصل الاجتماعي نلاحظ التردي السياسي والأخلاقي وغياب الأمانة والإستقامة لدى كثير من الساسة حتى أصبحنا لانفرق بين ( الشمكارة ) ورجال السياسة من خلال المستوى الهزيل الذي وصلت إليه السياسة بسبب أشباه الساسة الذين لايجدون إلا السب والقذف والشتم في بعضهم البعض والحرص على تصيد الهفوات والأخطاء والركوب عليها والتشهير بمرتكبيها أحقا هذا هو المأمول من الأحزاب ووسائل الإعلام ؟؟؟
أحقا هذا هو التأطير الحزبي للمواطنين للخروج من شرنقة التخلف والتردي ؟؟؟
وخير مثال واقعة الحجاب الذي تمت إثارة ضجة إعلامية بخصوصها ويتعلق الآمر بمناضلة داخل حزب البيجيدي وممثلة للحزب بالبرلمان السيدة ماء العينين والتي تعرضت للجلد من طرف بني جلدتها من الحزب ومن خارج الحزب ، هذا المستوى الذي وصلت إليه السياسة بالمغرب يعكس في العمق أننا اليوم أصبحنا مجرد تركيبة سفسطائية تتقبل الجاهز من خلال صناعة الفخاخ والدخول في الحريات الشخصية للناس بدل الإهتمام بحياة المغاربة الذين أنهكتهم السياسة بساسة آخر الزمان المفلسون!!!