المغربية المستقلة : اسماء عزيم

لا تكاد تجد حيا من أحياء المغرب يخلو من مراكز الرقية الشرعية والحجامة والتي تعمل على معالجة المسحورين والمصابين بالمس، يتعدى اختصاصهم في بعض الأحيان ليصل إلى علاج الأمراض البدنية والمزمنة التي عجز الطب عنها، حيث صار كل من يحفظ سورة الفاتحة وآيات محدودة ويقصر القميص ويعطر اللحية، ينصب نفسه راقيا ومعالجا روحانيا.

هذا الانتشار الكبير لمصحات الرقية الشرعية والحجامة بالمغرب بسرعة البرق رافقته عدة شبوهات وفضائح جنسية اخرها فضيحة راقي بركان وتصويره لأكتر من 1500 إمرأة ومشكل نورة التي اصابها مرض عضال جراء الحجامة مما دفعني لطرح هذه التساؤلات التي حيرتني .
ماهي الشروط التي ينبغي توفرها في “الراقي الشرعي” حتى يكون مخولا له فتح مركز علاجي بالرقية والحجامة ؟ هل هناك مستوى تعليمي معين اوتكوين في الحجامة والوغز بالابر الصينية ؟ أم أن الأمر متروكا لكل من هب ودب ؟ ماهي كيفية حصول هاته المراكز على التراخيص من السلطات التي تبارك انتشارها بصمتها؟ وهل هناك نص قانوني ينظم مجال الرقية الشرعية ؟ من هي الجهة المسئولة عن مراقبة من يزاولون مهنة الرقية والترخيص لها ؟ ما دور وزارة الصحة في مثل هذه العيادات أو المراكز التي تفتح باسم العلاج بالرقية ثم بعد ذلك تفتح الباب على مصراعيه في استخدام شتى الأدوية العشبية وغير العشبية وحتى بعض المستحضرات المفخخة بالموادالمحظورة.
أسئلة عديدة دون جواب كافي.!!فجميع رواد هذه المراكز هم حالات اجتماعية ونفسية لا علاقة لها بالجن ويرجع السبب لغياب الأخصائيين النفسانيين وغلاء ادوية العلاج واقتصار المصحات بالمدن الكبرى فقط ؛ مما يستعصي على الفقراء طرق ابواب الاطباء مما دفعهم لفتح الباب على مصراعيه لهؤلاء الرقاة المزيفين والمعالجين الروحانيين الذين يحققون الثروات على حساب آلام الناس ومعاناتهم، والمشكل أن لا أحد منهم يوجه الحالة إلى الأخصائي النفساني إذا ما اتضح له أنها ليس مصابة لا بالسحر ولا بالمس، لأن الأمر بالنسبة لأغلبهم على علاقة بالتكسب المادي غير المشروع ولا المحدود لا غير، أما مصلحة المرضى الذين جاءوا لشتى الأسباب فلا من يسأل عنها، خاصة في ظل غياب هذه المصحات عن رقابة السلطات.
الوجه الخفي. لهذه المراكز وهي شعودة حيث يتعلق الامر بانتشار السحر بشكل رهيب فكل من نفر منها زوجها او استعصى عليها الحمل او زواج تجد في هذه المراكز مايريح نفسها من كلام وبيع الوهم والمصيبة الكبرى هناك من يستغل جهلهم جنسيا وتعريضهم للابتزاز…..
نتمنى من السلطات فتح تحقيق وتقنين هذا المجال !!فليس كل من لبس جلبابا فهو راقي ….