سطور 8 مارس والمرأة الساحلية بين مطرقة النسيان وسندان الإقصاء

سطور 8 مارس والمرأة الساحلية بين مطرقة النسيان وسندان الإقصاء

الكاتب : عبدالله بلكانا

لم تفصلنا سوى ساعات قليلة على حضور المرأة كوجبات شهية على أعمدة الجورنال للقراء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8مارس) ،حيث كثر الحديث عن المرأة في هذه الأونة الأخيرة لما لقتهامن إهتمام وخاصة تمركزها في المناصب السامية والحساسة للدولة ودورها في المساهمة في جميع المجالات التنموية والديمقراطية،وهذا شرف لنا لكن مجموعة من الأسئلة تدور في مخيلتي، ماموقع المرأة القروية في هذا الإحتفلال؟لماذا تعيش المرأة القروية في قالب الإقصاء والتهميش على العلم أننا نعيش هذا الوضع في قريتنا؟ ماهو دور المجتمع المدني كالجمعيات مثلا تجاه هذه الملكة التي لا تسود ولا تحكم؟ فهل المرأة مصدر للفخر كما يسوق البعض ؟أم ضحية للسياسات الحكومية الفاشلة؟ أين دور المجال التشاركي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على العلم أن من بين أهدافها إشراك المرأة في التنمية الإجتماعية؟ في البداية أثارتني عدة مفارقات بين المرأة العصرية والقروية بإعتبار الأولى الورد والأخرى العشب ،حيث نجد البروتكولات المخزنية والإعلامية تعطي للمرأة النافعة والعصرية إهتمامات في المنابر والورشات والأمسيات داخل الفنادق إحتفالا بها وخصصت مجالات إعلامية للتقديس والتعريف بها جمالا وأناقة ومظهرا (لالا فاطمة،سيدتى…) بينما الملكة التي تعتلي عرش القرية المغربية بدون منازع ونموذج المرأة الأيتمبرطية التي تنتعل حذأ بلاستيكيا كل صباح تكنس الأرض التي يمشي عليها رعاياها ،تعتني بالماشية وتنظف أوساخها تركب دابتها لمسافات طويلة الي (تركا) بحثا عن العشب ،في القديم نجدها تجلس القرفصاء قرب الوادي لتصبين الملابس المتسخة ،تجلب الحطب وتطهو الخبز تحت حرارة الشمس الملتهبة ،تمارس الرعي وتساعد في كل أشغال البيت وخارجها ،يداهمها المخاض فتنجب البنين والبنات …مهام شاقة ومسؤوليات جسام تزدحم في جدول الأعمال يبدأ من الصباح الباكر وينتهي مع وضع رأسها فوق الوسادة.واقع بدائي يستمر من يتحمل المسؤولية؟ لانرواغ أنفسنا ولا نبعد في تحليلنا للأحداث ،مع تحمل الوضع أمامنا،فقرية ادهموا التابعة لترابا اربعاء الساحل نموذج الوضع القائم الذي ترزحه المرأة القروية وتحمل المسؤولية للمنتخبون والجمعيات الناشطة في المنطقة ,تصوروا أن هذه البرامج الرئيسة كالإهتمام بالمرأة القروية منعدمة في برامج الجمعيات التنموية للمنطقة رغم أنها حققت لا ننكر إنجازات في البنية التحتية لكن همشت برامج أساسية وهي من بين الأوليات المنطقة،الى جانب الأعضاء المنتخبين الذي مصصوا عقول الأمهات والرجال بأحزابهم الخائنة وهم يحضرون للدورات المجلس الجماعي دون فائدة وإن سئلتهم عن مستجدات الميثاق الجماعي بلا جواب..فالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي مرجعية إستراتجية تعني بالتنمية الإجتماعية وتهتم بتنمية المجال وترتكز على الفاعل الإجتماعي (الموارد البشرية) عبر الزيادة في قدرات البشر على الإختيار وتمكينهم من المشاركة في أمور حياتهم ،فقد أعطى صاحب الجلالة إنطلاق هذه المبادرة 18ماي 2005م محددا أهدافها ومجسدا روحها وفلسفة ألياتها ،لذلك فنصيبنا من الإستفادة من هذه المبادرة في الجانب المتعلق بالمرأة منعدم بتاثا نظرا لعدم وجود أية مقاربة تشاركية بين جمعية الأم بالدور وبين المبادرة من جهة ثانية رغم أن المقاربة التشاركية ليست حكرا على الدولة بل أن هناك أطراف أخرى تساهم كالأحزاب السياسية والمنتخبين والنسيج الجمعوي والقطاع الخاص والمؤسسات التعلمية والمجتمع المدني عموما…لذا فعلى الدولة التدخل من أجل حماية المرأة القروية وإعطاء لهامكانة مرموقة في كل المجالات، حيث أنها تتعرض للإستغلال سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ،بعد الإنتهاء من الإنتخابات ترمى في سلة المهملات وهذا واقع لا ننكره .نموذج الأم رغم كبر سنها وهي تحكي عن ألمها الماضوي وحقوقها المهضومة لا أحد يسمع صوتها لتظل اليوم مفخرة لأبنائها من جهود من أجل تربية الأولاد رغم أنهاأمية لا تعرف هذه الأعياد المخزنية (عيد الأم،عيد الحب، 8مارس) .فالمرأة يجب مناقشتها من المنظورالواقعي كالتحرش الجنسي، خادمات البيوت،الألا ف النساء اللواتي يحملن الكفات الي السجون والعاملات في الضيعات والهجالة والأراملات ..لذا يجب النظر في هؤلاء النساء وحل مشاكلهم وليس الإحتفال بالعيد أكاديميا والمرأة يخصص لها 365يوما للإحتفال وليس هذا اليوم بالضبط أستيقظوا يا مسؤولين .. .تحظى صور المرأة القروية في شبكات التواصل الإجتماعي بإعجاب كبير وتعليقات تمدح نشاطها وغالبا فهي المرأة القدوة في المجتمع ،الصور المتداولة ترصد المرأة القروية أثناء ممارسة أعمالها الشاقة مايراه البعض مصدرا للتباهي والتفاخر والبعض يضعها في صفحته بقوله :كم”جيم” تستحق المرأة القروية ؟أليس هذا إهانة في حقها .

Loading...