كتاب الرأي : فهم تسطى

المغربية المستقلة : نورالدين بوقسيم

ملخص رسائل و توجهات  الدول الغربية اتجاه دول العالم الثالث بصراحة وبدون لف ولا دوران هو : لا تفكروا مطلقاً بالتغيير واقبلوا بالوضع كما هو كي لا يحدث لكم ما حدث للعراقيين والليبيين والسوريين .
امريكا ومعها الغرب يدعمون الديمقراطية لكن عندهم فقط أما في الدول العربيةوما جاورها فهم يدعمون ما يخدم مصالحهم ويسعون لإبقاء بؤر التوتر للتحكم في قرارات المسؤولين ،وكأن  ترمب يلمح إلى أنهم جعلوا من السوريين والليبيين والعراقيين عبرة لمن يعتبر كي لا يفكر أي شعب عربي من الآن فصاعداً أن يثور على حكامه الذين باركتهم واشنطن.
و في مقابلة متلفزة مع قناة أمريكية قال كلاماً قد يبدو صاعقاً بالنسبة للكثيرين، فعندما سأله المذيع هل سيكون العالم أفضل لو بقي صدام و القذافي و الأسد في السلطة، فرد فوراً: “أنا لم أتحدث عن بشار الأسد، لكنني أتحدث بالتأكيد عن معمر القذافي وصدام حسين، فلو كانا موجودين الآن على رأس السلطة في ليبيا والعراق لكان العالم في وضع أفضل نعم. مئة بالمائة.
 لقد أصبح الوضع في العراق وليبيا بعد رحيل القذافي وصدام كارثيا . إرتفع عدد الإرهابيين في العراق وعندما كانوا يظهرون  كان صدام يقضي عليهم فوراً. أما الآن فقد تحول العراق إلى مرتع للإرهاب في العالم و بؤرة   لتدريب الإرهابيين. قد لا يكون صدام  شخصاً رائعاً، لكن الوضع في زمانه كان أفضل في العراق مما هو عليه الآن وكان في مراتب متقدمة على جميع الاصعدة.
ولا شك أن ترمب ربما قد تذكر صدام وربما ترحم عليه بعد أن زار العراق خلسة في رأس السنة لتفقد قواته المرابطة في العراق بمناسبة عيد الميلاد. وبسبب الخوف الشديد لم يعلن  عن زيارته إلى العراق إلا بعد أن عاد إلى أمريكا، لأنه كان بلا شك يخشى على حياته . حين الزيارة  لم يلتق بأي مسؤول عراقي لانها كانت خاطفة وطبعت بتكتم شديد حفاظا على سلامته .
وأضاف ترمب في المقابلة: “انظر ماذا جنينا من القضاء على نظام القذافي؟ لا شيء. انظر إلى الوضع في ليبيا…بصراحة لم يعد هناك شيء اسمه ليبيا… لقد تشرذمت وتفككت. ولم يعد هناك شيء اسمع العراق. لم يعد هناك سيطرة لأحد، ولا أحد يعلم ما يجري لا في العراق ولا في ليبيا”.
انهم يخططون لخريطة عالمية تتماشى و توجهاتهم وتخدمهم ضاربيين بعرض الحائط كل القيم التي يتغنون بها علينا ويطربوننا بها..
وعندما سأله المذيع وماذا عن انتهاكات حقوق الإنسان التي كانت تجري في العراق وليبيا في عهد صدام والقذافي، فرد ترمب قائلاً: “انظر الى وضع حقوق الإنسان الآن في العراق وليبيا، هل هو أفضل، أم إنه اسوأ بكثير. ألا ترى كيف يعذبون الناس . دعني أقول لك إن وضع حقوق الإنسان في العراق وليبيا كان أفضل بكثير أيام القذافي وصدام. انظر الآن إلى العراق وليبيا وحتى سوريا. كلها في كارثة.
من هنا نفهم لماذا تتردد أمريكا في إسقاط الأسد من سوريا ربما لانها تعلمت الدرس او ربما لانها لم تجد من يحمل عنه المشعل لخدمة أجندتها في المنطقة.
إيران حليفة جيدة لامريكا لكن من تحت الطاولة وتعتبرها كعصا تهش بها على الدول العربية لاخافتها  والسعودية هي البقرة الحلوب التي تؤمن الأموال اللازمة لإدارة ترامب للقيام بما يلزم عند اللزوم مع كل من طالت يده اوحتى لسانه اما إسرائيل فهي الابن المدلل الذي لا يؤمن الا بإسرائيل الكبرى من النهر الى النهر .
السؤال الذي يطرح نفسه هو أين هي بريطانيا من كل هذه شلاضة الواقعة بالعالم لماذا توارت الى الخلف وطبع على مواقفها التفرج الم تكن هي من زرعت إسرائيل بالمنطقة ،انظر كيف يتبادلون المواقع كأننا أمام مباراة في كرة القدم حيث العرب هم الكرة بطبيعة الحال.
الطريق طويل و المنتظر كثير والتحديات تثقل كاهل مسؤولينا الذين لم يحلو حتى المشاكل البينية فبالأحرى ان يتحدو وراء كلمة واحدة ضد اي قرار.
يقول مثل مغربي *ما فالهم غي لي كايفهم *.
لذا خلونا .بلاش منفهموا.

Loading...