إفران :
المغربية المستقلة : متابعة محمد بوفطيحي
عرفت شبكات التواصل الاجتماعي، الأسبوع المنصرم ، تداول” فديو” يوثق للاعتداء الشنيع و الاجتثاث الذي تعرفه غابة الأرز بمنطقة سلوان التابعة لمركز التنمية الموارد الغابوية لعين اللح التابعة للمديرية الإقليمية للمياه و الغابات و محاربة التصحر لايفران. ناشر الفيديو يشتكي من قلة الموارد البشرية و اللوجستيكية لمواجهة الظاهرة و يدق ناقوس الخطر لتنبيه المسؤولين عن الوضع الكارثي الذي ألت إليه غابات الأرز بالاطلس المتوسط، رغم المجهودات الفردية التي يقوم بها و التي تبقى محدودة بالنسبة للوسائل المتطور التي تستعملها العصابات المنظمة في مجال تهريب خشب الأرز.
وفي السياق ذاته، و تفاعلا مع الفيديو خرج مكتبي جمعتي التقنيين الغابويين و المهندسين خريجي المدرسة الوطنية للمهندسين الغابويين بسلا ببيان تضامني مع جميع الأطر الغابوية العاملة بالمنطقة التي تعاني من الاعتداءات المتكررة على غابات الأرز. كما عبرا عن قلقهما الشديد إزاء النتائج الكارثية التي أصبحت تسجل ميدانيا في ظل الاكراهات اليومية التي تعيشها المصالح الغابوية الميدانية المتمثلة أساسا في نقصان الموارد البشرية واللوجستيكية والأوضاع الاجتماعية المتردية التي تعاني منها الساكنة المحلية المجاورة للغابة.
ويشير البيان انه في غياب مشاريع تنموية مدرة للدخل بهاته المناطق ، ونظرا لوعورة تضاريسها وقساوة مناخها، فان العصابات المنظمة تستغل هذه الظروف لنهب الثروات الغابوية وخاصة منها شجر الأرز المصنف محمية حيوية تناهز مساحتها ما يقارب 500 ألف هكتارا من المجال الجغرافي للأطلس المتوسط.
ويثمن مكتبي الجمعيتين المجهودات التي تبذلها الدولة ،في شخص إدارة المياه والغابات والأجهزة القضائية والدرك الملكي والسلطات الترابية ،طبقا لمقتضيات الدورية المشتركة المؤطرة. ويطالب من الجهات المسؤولة التدخل العاجل من اجل تعزيز و تقوية الترسانة اللوجيستيكية و البشرية ،لأداء فعال للمهام المنوطة بالغابويين من جهة ، وخلق دينامية سوسيو اقتصادية محلية لأجل تنمية مجالية مستدامة ،من شأنها تخفيف الضغط على المجالات الغابوية من جهة ثانية. كما يحمل المكتبين المسؤولية الكاملة للدولة بخصوص حماية الموروث الايكولوجي ،باعتباره موروثا إنسانيا عالميا ، طبقا للمواثيق الدولية المبرمة في هذا الشأن و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ضمانا لحقوق الأجيال الحاضرة والمستقبلية.
يذكر أن غابات الأرز بالأطلس المتوسط تعاني من الاستنزاف الممنهج من طرف عصابات منظمة التي لا تتوانى في الاعتداء على المسؤولين الغابويين و مساعديهم أثناء الحملات التمشيطية التي يقومون بها في اطار مهمة زجر المخالفات،مما يستدعي التدخل العاجل لكل القوات العمومية لحماية الغابة و العاملين بها الذين يظلون يشتكون من جراء الضرر الذي يلحق بهم، لكن لا حياة لمن تنادي إلا من رحم رب العالمين.