المغربية المستقلة: لحسن الزردى
في هذا البرد الشديد والصقيع اللاسع، هناك شريحة من المتسولين والمسنين و المشردين ,وفي العديد من الأركان التي يلتجؤون إليها بكلميم فارين من شظف العيش و عنف التهميش, هاربين من الآلام و المآسي…آملين في التنفس على الهامش, مستنجدين كل يوم بما يسدون به رمقهم, مشرقين قبل الشمس, نشيطين قبل قطرات الندى, متسولين على النقود, و الخضر و الرغيف و الملابس, مستدرين عطف الرجال و النساء في المقاهي و المحلات التجارية و الأسواق…
هي مشاهد تشيب لها الرؤوس , و تفجع لها القلوب, و تدمع لها العين … بلا مأوى…بلا حياة كريمة… في عز موجة البرد.
إنها معاناة يواجهها الفقراء والمشردون في الطرقات و الشوارع, الذين يمرون بمحن كبيرة, حيث يجتمع الفقر و البرد مع ما يعانونه من مرارة و قلة الحيلة, هناك من يفترش كرطونا أو غطاء باليا, يجوب الطرقات و المحطات, مادين أيديهم للفوز ببعض الدراهم,يعيشون حياة البؤس, يتجرعون أقسى الظروف, ترتجف أوصالهم في الممرات, ترتعد أطرافهم تحت أسمال رثة بالية, يرتكنون إلى جدران المساجد و البنايات, يستنجدون المشاعر, ويدغدغون العواطف…
فكم من متسول و متشرد يعيش في العراء و في هذا الفصل البارد و نحن لا ندري؟
أين المبادرات الإنسانية ؟
أين التضامن؟
ألم يحن الوقت لتضافر الجهود من أجل مقاربة إجتماعية للالتفاتة لهذه الشريحة من المجتمع؟هل سيعمل الجميع يد واحدة مع هذا الحدث الإنساني لتنفيذ تعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ،وإيواء أكبر عدد ممكن من المشردين بعيدا عن هذه الأجواء القارسة التي تعرفها بلادنا هذه الأيام .