تنغير :
المغربية المستقلة : إسماعيل أمقور
رغم الظروف المناخية القاسية بمدينة تنغير، إلا أنها لم تثن المعطلين عن ممارسة حقهم الكوني والدستوري في الاحتجاج، من خلال دخولهم في اعتصام مفتوح أمام عمالة تنغير، يوم 27 دجنبر2018. ويأتي هذا التصعيد غير المسبوق في الوقت الذي صدت فيه جميع الأبواب وأغلقت فيه كل قنوات الحوار.
بعد سلسلة من المراسلات، لم يتلق المعطلون أي رد من أية جهة، وعلى رأسها عمالة إقليم تنغير؛ هذه الأخيرة التي أصبحت بقدرة قادر مجرد ’’مؤسسة تصريف الأعمال‘‘ يسيرها عمال بلغوا من الكبر عتيا، ينتظرون ساعة تقاعدهم ليعودوا إلى قصورهم الفخمة بأحياء الرباط الراقية، تاركين وراءهم إرثا ثقيلا من الكوارث والأزمات الناتجة عن سوء تسييرهم لشأن المحلي والإقليمي، مما جعل الإقليم يتخبط في أزمات اقتصادية واجتماعية وتنموية خانقة. أما المسؤولون المنتخبون من الإقطاعيين والبرجوازيين الحاصدين لأصوات المفقرين والمسحوقين في انتخابات مشبوهة تفوح منها رائحة الفساد واستعمال المال، فلا دور لهم غير استنزاف خزينة الدولة، وممارسة ساديتهم السياسية على المواطنين، مستغلين في ذلك موقعهم ونفوذهم وحصانتهم.
منذ إحداث عمالة إقليم تنغير سنة 2010، لم يتغير أي شيء. فالبنيات التحية لا وجود لها إلا على الأوراق المركونة فوق الرفوف بمكاتب العمالة تنتظر من ينفض عنها الغبار ويخرجها إلى ارض الواقع، أما فرص الشغل فهي منعدمة تماما بسبب قلة الاستثمارات، وغياب لأي مخطط تنموي شامل قادر على خلق فرص شغل للجحافل المعطلة التي تنتظر من يأخذ بيدها لينقذها من جحيم البؤس والبطالة؛ هذا الجحيم الذي لا يكترث له المسؤولون؛ لانهم يعرفون تمام المعرفة أن العطالة كابوس أسود يؤرق فقط، مضاجع الطبقة الكادحة، أما هم فقد ضمنوا لأبنائهم مستقبل زاهرا بعد تكديسهم لأموال منهوبة لدى البنوك السوداء.
أمام كل هذه الأوضاع الكارثية خرج المعطلون المضوون تحت لواء التنسيقية الميدانية للمعطلين وحاملي الشهادات بإقليم تنغير إلى الميدان نيابة عن الجميع ليؤكدوا للعالم مدى زيف الخطابات الرسمية التي تحاول فقط، رسم صورة وردية لواقع قاتم يزداد قاتمة كلما ازداد جشع المسؤولين وفسادهم وتسلطهم سواء في المؤسسات الوصية أو المنتخبة.