تنغير : معطلو قلعة امكونة يطالبون بحق الشغل في اليوم العالمي لحقوق الإنسان

تنغير : 

المغربية المستقلة : مراسلة/إسماعيل امقور

بشعار “لا حقوق إنسان لمن لا شغل له”، نظمت التنسيقية الميدانية للمعطلين وحاملي الشهادات بإقليم تنغير وقفة احتجاجية أمام باشوية قلعة مكونة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي  يصادف  العاشر من شهر دجنبر من كل سنة؛ رفعت من خلالها شعارات قوية تطالب بالشغل، باعتباره حقا من الحقوق المكفولة بموجب الدستور المغربي، والمنصوص عليها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والاقتصادية والسياسية.


بعد سنوات من البطالة والفقر والإقصاء والوعود الكاذبة، لم يتبق للمعطلين بإقليم تنغير غير التصعيد في الميدان، لعل آذان المسؤولين النائمين في بروجهم العاجية تلتقط صيحاتهم المدوية، والمعبرة عن مدى سخطهم وامتعاضهم الشديد من الوضع المتأزم الذي يزداد تأزما وتفاقما، بسبب غياب أي استراتيجية للتشغيل من طرف الجهات المعنية وعلى رأسها عمالة تنغير، بالإضافة إلى افتقار الإقليم للمشاريع التنموية والاقتصادية القادرة على توفير فرص شغل للشباب الغارق في مستنقع البؤس.

فبالرغم من الثروة المعدنية الهائلة، إلا أنها لم تنعكس إيجابا على الإقليم وساكنته. فالبطالة حطمت أرقامها القياسية، رغم كل الإحصائيات الرسمية الفاقدة للمصداقية، والتي تحاول تغطية الشمس بالغربال. أما البنية التحتية، فلا تزال متخلفة بل إن بعضها متهالك، ولم تر الترميم منذ أن شيدت على يد الاستعمار الفرنسي. أما الطبقة الشعبية المقهورة التي لاحول لها ولا قوة، فلا تزال ترزح تحت وطأة الفقر المدقع والهشاشة والحرمان من أبسط الحقوق، رغم كل الشعارات الفضفاضة الفارغة من المحتوى؛ وهي في الحقيقة شعارات موجهة فقط للاستهلاك الخارجي ليس إلا.

أمام هذا الوضع المأساوي والكارثي الذي ينذر بانفجار اجتماعي في أي لحظة، لاتزال الدولة ومؤسساتها الوصية والمنتخبة تتعامل مع الإقليم بصفة خاصة والجنوب الشرقي بصفة عامة بنوع من الحيف والتمييز السلبي واللامبالاة، رغم كل الصرخات المتكررة من طرف الأهالي؛ هذه الصرخات التي لم تجد بعد طريقا لها إلى المسؤولين المنتخبين؛ هؤلاء الجاثمين على صدور التنغيريين (ساكنة إقليم تنغير) يمتصون دماءَهم ويسرقون خيراتهم، أصبحوا يشكلون أكبر عائق أمام أية نهضة تنموية أو اقتصادية قد يعرفها الإقليم مستقبلا، لأن هدف هؤلاء ليس خدمة الوطن والمواطن كما يدعون في حملاتهم الانتخابوية، بل إن هدفهم الوحيد نهب ما يمكن نهبه مادام قانون “عفا الله عما سلف” ساري المفعول. 

Loading...